متابعة: محمد الدي
في حادثة مؤلمة داخل الساحة الفنية بالأقاليم الجنوبية، تعرض أحد الفنانين لعملية نصب من قبل فنانة كانت تعمل معه في عرض مسرحي بمناسبة اليوم العالمي للمسرح. العرض، الذي كان جزءًا من برنامج جمعيتها، تحول إلى مأساة عندما لم يتلق الفنان مستحقاته المالية التي تبلغ 4000 درهم، رغم مرور سنتين من المماطلة والوعود الكاذبة.
هذه الفنانة تلاعبت بزميلها طوال تلك الفترة، مستغلة ثقته فيه وتجاهلت التزامها المهني، في وقت كان يعاني فيه الفنان من البطالة الفنية وعدم وجود فرص عمل. بل إنها استغلت فرصة أخرى عندما سمح لها بتأطير ورشة فنية مقابل مبلغ 1500 درهم، حيث كان هو من سيقوم بتأطيرها بذلًا منها وبحسن نيته من أجل التعاون معها. بعد أن حصلت على المبلغ، لم تدفع له أي مستحقات مالية من العرض المسرحي، مما جعل المعاناة تتضاعف.
لكن المفاجأة لم تتوقف عند هذا الحد. تبين أن الفنانة كانت قد استغلت آخرين في الماضي، حيث أنتجت “فيديو كلابات” (مقاطع موسيقية) واستغلت مجموعة من الشباب والمراهقين في التمثيل فيها دون دفع أجر كافٍ لهم، حيث كانت توزع أجورًا ضئيلة لا تتجاوز 100 درهم للفيديو. بينما كانت هي تحقق أرباحًا طائلة على حسابهم، مما يعكس استغلالًا فاضحًا وطمعًا غير مبرر.
الأسوأ من ذلك، أن هذه التصرفات أضرت بشباب المنطقة الذين كانوا يحاولون إبراز الثقافة الحسانية في مجال التمثيل، فوجدوا أنفسهم ضحايا لطموحات شخصية على حساب أحلامهم.
إن مثل هذه التصرفات والأفعال لا مكان لها في هذا المجال النزيه. الفن يجب أن يكون وسيلة للتعاون والإبداع، لا ساحة للاستغلال والانتهازية. هذه الفنانة، التي تلاعبت بزميلها واستغلت الشباب، تقدم مثالًا سيئًا عن الأخلاق المهنية التي يجب أن تسود في هذا المجال.
الفنان الذي تعرض لهذا النصب كان ضحية للطموحات الأنانية، وكان يسعى طوال الوقت لدعم الآخرين رغم معاناته. في الوقت الذي يحتاج فيه الفنانون في الأقاليم الجنوبية إلى فرص حقيقية لدعم إبداعهم، نجد أن بعض الأشخاص يسيئون استغلال هذه الفرص لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الآخرين.
يجب أن نتضامن مع هذا الفنان وكل من يعاني من مثل هذه التجارب المريرة، وأن نطالب بممارسات أكثر نزاهة في الوسط الفني. لا ينبغي أن يكون الفن مكانًا للمتسلطين الذين يضرون بالآخرين من أجل مصالحهم الشخصية. الفنون يجب أن تعكس قيم الإنسانية والاحترام المتبادل، ويجب أن نعمل جميعًا على خلق بيئة فنية نظيفة وعادلة للجميع.
