متابعة حمزة شربار
أشرف السيد الحسن صدقي عامل صاحب الجلالة على إقليم سيدي إفني يومه الخميس 17 أبريل 2025 بمقر عمالة الإقليم على افتتاح أشغال الندوة العلمية الدولية المنظمة تحت عنوان: ” اقتصاد الماء والطاقة والتنمية: رهانات وتحديات المستقبل”، من طرف كلية الاقتصاد والتدبير بكلميم والماستر المتخصص في اللوجستيك والتجارة الدولية، وبتنسيق مع مختبر البحث في التدبير، الابتكار والبحث التطبيقي” وفريق الدراسة والأبحاث حول الفضاءات ومجتمعات جنوب المغرب، وبشراكة مع عمالة الإقليم والمجلس الإقليمي لسيدي إفني.
في كلمته بالمناسبة رحب السيد العامل بالحضور الكرام، شاكرا لهم المشاركة في أشغال هذا اللقاء العلمي الهام ولاسيما للذين تحملوا منهم عناء السفر لتأطير أشغال هذا اللقاء ، وكذا جامعة ابن زهر ومن خلالها كلية الاقتصاد والتدبير بكلميم على انفتاحها على محيطها، فبعد تنظيمها للمخيم العلمي حول تدبير مناطق اللوجستيك بالمغرب والتنمية الترابية أيام 16و17و18 من سنة 2023 بكل من سيدي افني وميراللفت، عادت من جديد لتنظيم هذا اللقاء العلمي في سياق يتّسم بتسارع التحولات والتغيرات المناخية وبتنامي الحاجة إلى توظيف البحث العلمي في خدمة الإشكالات المستجدة بغية المساهمة في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، لأن الرهان اليوم لم يعد يقتصر على إنتاج المعرفة فحسب، بل يتعداه إلى استثمارها في مواجهة التحديات المجتمعية والبيئية والاقتصادية وإيجاد حلول مبتكرة لها.
وأضاف السيد العامل بأن الماء والطاقة يشكلان الأساس لأي استراتيجية تنموية فعالة، ولاسيما في البلدان التي تواجه تحديات بيئية ومناخية واقتصادية كبلدنا، ويُعدّ فهم العلاقة بين هذه الموارد ومجالات التنمية شرطًا حيويًا لتحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي، وضمان الاستدامة في عالم يعرف تحولات عميقة وسريعة، ومن هذا المنطلق عملت بلدنا على بناء أسس متينة للتنمية الاقتصادية وتحسين الأوضاع الاجتماعية، وتكريس التوازن بين مختلف أبعاد التنمية، وتسريع وتيرة الإنجازات البيئية من خلال تدابير وقائية وتصحيحية على حد سواء، وفي هذا السياق دعا صاحب الجلالة إلى مزيد من “الجهد واليقظة، وإبداع الحلول” لمواجهة العجز المتزايد في المياه بالمملكة، بسبب توالي سنوات الجفاف، وتأثيرات التغيرات المناخية، وذلك في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 25 لعيد العرش المجيد، وانسجاما مع هذه الرؤية الحكيمة لجلالة الملك نصره الله وأيده، تم بإقليم سيدي إفني الإشراف على مجموعة من المشاريع التنموية التي تدخل في اقتصاد الماء والطاقة لعل من أبرزها إنشاء سدود صغرى وتلية وعتبات لتطعيم الفرشة المائية وإحداث الثقوب الاستكشافية والاستغلالية، وإنجاز مشاريع مهيكلة لتقوية وتـأمين تزويد الاقليم بالماء الصالح للشرب.
وأبرز السيد العامل أن اقتصاد الماء والطاقة ليس مسؤولية فردية فقط، بل هو رهان وطني وعالمي لتحقيق تنمية مستدامة توازن بين الحاجيات الحالية وحقوق الأجيال القادمة، فبترشيد الاستهلاك، نحافظ على البيئة، ونقوي الاقتصاد، ونضمن مستقبلًا أفضل للجميع.
وفي ختام كلمته أبرز السيد العامل أن إدارة اقتصاد الماء والطاقة شرطً أساسيًا لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة. ومن هنا تبرز أهمية موضوع هذه الندوة إذ من المنتظر من تدخلات السادة الأساتذة والباحثين المتدخلين -بدون شك-بسط الإشكالات المطروحة، واقتراح الحلول الواقعية والعملية لها وإثراء النقاشات، متمنّينا تكرار مثل هذه المبادرات العلمية التي تفتح آفاقاً جديدة، وجدد السيد العامل إمتناننه العميق لكل من شارك وساهم في إنجاح هذه المبادرة، من أساتذة باحثين وشركاء، داعيا الله عز وجل أن يكلّل أشغال هذه الندوة بالتوفيق والنجاح، وأن تكون نتائجها إضافة نوعية في مجال البحث العلمي والمعرفة الإنسانية البناءة.
كما عرفت أشغال الجلسة الافتتاحية كلمة كل من: السيد رئيس المجلس الإقليمي والسيد رئيس مجلس جماعة سيدي إفني والسيد عميد كلية الاقتصاد والتدبير والسيد المدير الجهوي للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (قطاع الماء)، والتي انصبت في مجملها حول أهمية هذه الندوة العلمية في إثراء النقاش حول أهمية الماء والطاقة في تحقيق التنمية الشاملة واقتراح الحلول لجميع الإشكالات والعقبات التي قد تحول دون تحقيق الرهانات المستقبلية.
وفي الختام رفعت برقية ولاء وإخلاص الى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده من المشاركين في أشغال هذه الندوة العلمية، كما رفعت أكف الضراعة الى المولى عز وجل بأن ينصر مولانا الهمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصرا عزيزا مؤزرا، وأن يقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد عضده بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما تم التضرع إلى العلي القدير بأن يتغمد برحمته الواسعة الملكين المجاهدين، جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما.