شخصيات لا تغيب: محمد الداه الغظف، الإعلامي الذي رسم ملامح الصحافة الجهوية المغربية

الحصاد 3607 مايو 2025آخر تحديث :
شخصيات لا تغيب: محمد الداه الغظف، الإعلامي الذي رسم ملامح الصحافة الجهوية المغربية

بقلم الصحفية: سمية مسرور

تمر الأيام وتزدهر الحياة، لكن هناك شخصيات تظل حاضرة في الذاكرة لا تغيب، حتى بعد غيابها عن الساحة. ومن بين هذه الشخصيات التي تركت بصمة عميقة في مجال الإعلام المغربي، يبرز اسم الإعلامي الراحل محمد الداه الغظف.

لقد شكل محمد الداه الغظف نموذجًا للإعلامي المخلص لوطنه ولرسالته الصحفية. وُلد في مدينة العيون بالصحراء المغربية، ومنذ بداياته كان شغوفًا بكل ما يخص الإعلام والصحافة، ما دفعه إلى الانخراط في هذا المجال الذي طالما اعتبره رسالة لا مجرد مهنة.

بدأ مسيرته المهنية كمراسل لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)، ومن ثم شغل العديد من المناصب البارزة في الصحافة المغربية، من أبرزها إدارة مكتب صحيفتي “العلم” و”لوبينيون” في العيون. ولكن كان أكبر إنجاز له هو توليه إدارة قناة العيون الجهوية، حيث قدم خلالها العديد من البرامج التي أسهمت في تقديم صورة حقيقية وواقعية عن الصحراء المغربية.

إن محمد الداه الغظف كان إعلاميًا متميزًا ليس فقط بمهاراته في إدارة الأخبار والمعلومات، ولكن أيضًا بقدرته الفائقة على التأثير في الأجيال الجديدة من الصحفيين. كان يرى في الإعلام وسيلة لتشكيل الوعي الجمعي، وكان دائمًا يشجع الشباب على ضرورة الالتزام بالمصداقية والأمانة في نقل الأخبار.

تميزت حياته الإعلامية بنضال دائم في سبيل الحقيقة والمهنية، حيث كانت رسالته واضحة: إعلام قوي ومستقل يخدم الوطن والمجتمع، بعيدًا عن أي أجندات سياسية أو شخصية. وكان يدرك تمامًا أهمية الإعلام الجهوي في بناء جسور التواصل بين مختلف مناطق المملكة المغربية، فلطالما كان يعمل على تقديم صورة ناصعة عن الأقاليم الجنوبية.

محمد الداه الغظف كان أيضًا إنسانًا قبل أن يكون إعلاميًا. عرفه الجميع بتواضعه وكرمه، فكان دائمًا يضع مصلحة الآخرين قبل مصلحته الشخصية، ويعمل على نشر المعرفة بين زملائه والشباب. لقد كان بحق مرشدًا إعلاميًا مخلصًا، سعى جاهدًا إلى تكوين جيل من الصحفيين القادرين على حمل الرسالة الإعلامية في كافة ربوع المملكة.

رغم وفاته في ماي 2021 بعد صراع طويل مع المرض، فإن إرثه الإعلامي لا يزال حاضراً، وسيظل اسمه راسخًا في ذاكرة من عرفوه ومن تأثروا بأعماله. كان محمد الداه الغظف أحد الشخصيات التي أضافت الكثير إلى الإعلام المغربي، وسيظل دائمًا في قلب كل من عملوا معه أو تأثروا بمسيرته.

في النهاية، تبقى شخصيات مثل محمد الداه الغظف خالدة في الذاكرة، لأنه ترك وراءه أكثر من مجرد عمل إعلامي، بل ترك بصمة إنسانية وأخلاقية تُحتذى في مجاله. لا شك أن إرثه سيظل حاضرًا، وسيظل اسمه جزءًا من تاريخ الإعلام المغربي الذي لا يغيب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.