كناوة بالصويرة… عندما يلتقي التراث المغربي بنبض العالم

الحصاد 36013 مايو 2025آخر تحديث :
كناوة بالصويرة… عندما يلتقي التراث المغربي بنبض العالم

بمزيج فريد من الروح والتجديد، يكشف مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة عن ملامح دورته الـ26، التي ستُقام من 19 إلى 21 يونيو المقبل، حاملاً في جعبته لقاءات موسيقية استثنائية ومفاجآت فنية واعدة.

ومنذ انطلاقه عام 1998، نجح هذا المهرجان في ترسيخ مكانته كأحد أبرز التظاهرات الثقافية العالمية، مرتكزاً على معلمي كناوة، الحراس الأمينين لتراث ضارب في عمق الهوية المغربية، والذين يفتحون أبواب فنهم سنوياً أمام موسيقيي العالم، لخلق تجارب فنية عابرة للحدود.

ويؤكد المنظمون أن هذه الدورة ستشهد لحظات من الإبداع المتوهج، حيث تتلاقى الأصوات من إفريقيا جنوب الصحراء إلى الأمريكيتين، ومن أوروبا إلى آسيا، على أرض الصويرة، في تناغم ساحر يعكس الانفتاح الخلاق بين التقاليد والحداثة.

ومن بين أبرز المحطات المنتظرة، سهرة تحت عنوان “إيقاع استثنائي، فانك بلا حدود”، تجمع المعلم خالد سانسي، أحد الوجوه الصاعدة في فن كناوة، بالمبدع الكوبي س يمافانك، في لقاء موسيقي غير مسبوق. سانسي، ابن مدينة الدار البيضاء، نشأ وسط أجواء كناوية أصيلة، وتلقى تكوينه على يد والده، ليطور لاحقاً أسلوباً يمزج البعد الروحي بالأداء المعاصر. أما س يمافانك، فيحمل روح الفانك اللاتيني بتجلياته الإفريقية، ويُعد امتداداً لمدرسة جيمس براون، بإيقاعاته القوية وطاقته الهادرة.

هذا الحوار الإبداعي بين طقوس كناوة وإيقاعات الكاريبي يُرتقب أن يشكل لحظة نادرة في سجل المهرجان.

ولأن الصويرة لا تُجيد إلا العزف على وتر التميز، سيكون الجمهور كذلك على موعد مع لقاء آخر لا يقل فرادة: “حوار صوفي” بين المعلم مراد المرجان، أحد رموز الجيل الجديد من الكناويين، والفنان التونسي العالمي ظافر يوسف، عازف العود وسيد الجاز الروحي. لقاء تتجاور فيه نغمات الكمبري بروحها العتيقة مع سحر العود الصوفي في مشهد يجسد الارتقاء الفني والانصهار الثقافي.

ويعد المنظمون بمزيد من المفاجآت الموسيقية والإعلانات خلال الأسابيع المقبلة، لتكتمل ملامح دورة تُعِدُّ لأن تكون واحدة من أكثر النسخ إبداعاً في تاريخ المهرجان.

الصويرة، مرة أخرى، تُثبت أن الموسيقى لا تعرف حدوداً، وأن كناوة ليست فقط تراثاً… بل بوابة للعالم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.