رحلت عن عالمنا الفنانة القديرة نعيمة بوحمالة، تاركة خلفها إرثاً فنياً لا يُنسى، وشخصية استثنائية شكّلت جزءاً لا يتجزأ من المشهد الفني المغربي الحديث. لقد كانت بوحمالة أكثر من مجرد فنانة، كانت روحاً نابضة بالإبداع وأيقونة من أيقونات الفن الأصيل التي حملت على عاتقها رسالة ثقافية وإنسانية عظيمة.
منذ بداياتها، استطاعت نعيمة بوحمالة أن تبرز بصوتها القوي وأدائها المتميز الذي جعلها محط إعجاب الجماهير والنقاد على حد سواء. كانت تجسد في كل عمل فني تقديراً عميقاً للتراث المغربي، مع لمسة عصرية جعلت أعمالها تصل إلى مختلف الأجيال. لم تقتصر مسيرتها على الغناء فقط، بل امتدت لتشمل التمثيل والتواصل الإنساني الذي كان من سماتها البارزة، مما جعلها محبوبة على نطاق واسع.
لقد عرفت نعيمة بوحمالة بحضورها الهادئ والكاريزما الطبيعية التي أضفت على كل عمل تلمسها سحراً خاصاً، كما كانت مثالا للالتزام والتفاني في العمل، مظهرةً دوماً احتراماً كبيراً لجمهورها وللوسط الفني الذي أخلصت له طوال حياتها.
برحيلها، تفقد الساحة الفنية المغربية رمزاً من رموزها، وقلماً من أقلامها التي خطّت فصولاً مشرقة في تاريخ الفن الوطني. لكن إرثها يبقى حياً في قلوب محبيها وفي ألحانها وكلماتها التي ستظل شاهدة على موهبتها الفريدة وروحها الإبداعية الخالدة.
وداعاً نعيمة بوحمالة، أيقونة الفن المغربي التي علمتنا أن الإبداع لا يموت، بل يعيش في الذكرى، وينتقل عبر الأجيال كرسالة حب وجمال. رحم الله روحك الطاهرة، وأسكنك فسيح جنانه، وستبقى ذكراك خالدة في وجدان كل محب للفن الأصيل.
بقلم سمية مسرور
