أشرف حكيمي: حين يركض المجد بحذاء مغربي

الحصاد 36031 مايو 2025آخر تحديث :
أشرف حكيمي: حين يركض المجد بحذاء مغربي

في عالم كرة القدم، هناك من يمرّون كأرقام، وهناك من يتركون أثرًا لا يُمحى. أشرف حكيمي ينتمي بجدارة إلى الفئة الثانية؛ لاعب لا يكتفي بالمشاركة، بل يُغيّر مجرى التاريخ كلما لامست قدماه العشب.

مساء اليوم، السبت 31 ماي 2025، أضاف حكيمي فصلًا جديدًا إلى مسيرته الذهبية، بعد أن سجل هدفًا مبكرًا لصالح باريس سان جيرمان في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد فريقه السابق إنتر ميلان، ليصبح بذلك أول لاعب مغربي يهز الشباك في نهائي دوري الأبطال.
لم يكن الهدف مجرد رقم في لوحة النتيجة، بل لحظة تاريخية تلخّص مسيرة لاعب شق طريقه من الضواحي الإسبانية إلى أرفع منصات الكرة الأوروبية، دون أن ينسى من أين أتى.

المثير أن حكيمي، رغم فرحة التسجيل في نهائي الحلم، رفض الاحتفال احترامًا للإنتر، في مشهد اختلطت فيه الاحترافية بالأخلاق، وأكد مرة أخرى أن القيم لا تتعارض مع المنافسة، بل تُجمّلها.

لكن إنجازه اليوم ليس الأول في سلسلة توهجه.
في مونديال قطر 2022، كان حكيمي أحد أعمدة “الملحمة المغربية”. لم يكن مجرد ظهير أيمن، بل محركًا هجوميًا، وقائدًا ميدانيًا، وصوتًا صادقًا لوطنه. لعب كل مباراة وكأنها الأخيرة، وتوّج تألقه بركلة جزاء على طريقة “بانينكا” ضد إسبانيا، سكنت الشباك وأشعلت أفراحًا مغربية وعربية من المحيط إلى الخليج، وقادت الأسود إلى ربع النهائي، ثم إلى مجد تاريخي كأول منتخب إفريقي يصل إلى نصف النهائي.

بين قطر وباريس، خطّ حكيمي مسار نجم لا يعرف التراجع.
في زمن تسوده الفرديات، أثبت أن اللاعب الحقيقي هو من يجمع بين الأداء العالي والانتماء العميق، من يُسجل في النهائيات كما يسجل في ذاكرة الجماهير.

في كرة القدم، الظهير الأيمن نادرًا ما يكون نجم الشباك، لكن حكيمي كسر القاعدة. أصبح أيقونة، ورمزًا، ونموذجًا للاعب العربي الذي فرض نفسه على الخارطة العالمية. لم يفعل ذلك بالصخب، بل بأقدام ثابتة، وعقل حاضر، وقلب مغربي أصيل.

إنه لا يركض فقط خلف الكرة، بل خلف المجد، بحذاء مغربي، وطموح لا يتوقف.

بقلم سمية مسرور

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.