بودكاست فاتحة أوعلي… حين تصير الحكايات مرآة لنا

الحصاد 360منذ ساعتينآخر تحديث :
بودكاست فاتحة أوعلي… حين تصير الحكايات مرآة لنا
بودكاست فاتحة أوعلي… حين تصير الحكايات مرآة لنا

بقلم سمية مسرور

ليست كل الأصوات التي تعبر الأثير قادرة على ملامسة جوهر الإنسان، لكن صوت فاتحة أوعلي خرج من قلب التجربة ليلامس القلوب ويوقظ فينا سؤال: “ماذا لو كانت الحياة قرارًا لا قدَرًا؟”.

في زمن تتكاثر فيه المنصات وتتشابه الأصوات، اختارت فاتحة أن تكون مختلفة. لم تتكئ فقط على مهاراتها كإعلامية متمرسة، بل استحضرت جراحها، حكاياتها، وقراراتها الصعبة، لتمنح مستمعيها شيئًا أكثر من محتوى: منحَتهم مرآةً للذات، وأفقًا للتغيير.

بودكاست “الحياة قرار” لم يكن مشروعًا إعلاميًا فحسب، بل جاء كاستجابة داخلية لحاجة وجودية. عبر حلقاته، نكتشف قصة امرأة لم تكن ضحية لما واجهته من صدمات، بل صارت شاهدة على قدرة الإنسان على التحول. تحكي فاتحة عن الاكتئاب لا من موقع التنظير، بل من خندق النجاة. تتحدث عن الطلاق، عن فقدان المعنى، عن الغضب والخذلان، لا لتُثقل آذاننا، بل لتفتح أمامنا أبواب الصدق والاعتراف والبدء من جديد.

في كل حلقة، تختار أن تكسر حاجز الصمت الذي كبّل كثيرين، وتُعلّمنا أن الكلمة حين تُولد من الألم، تمتلك قدرة نادرة على الشفاء. إن صوتها ليس مجرد وسيلة إعلامية، بل خيط نجاة لمن ظنّوا أنهم وحدهم في المواجهة.

تجربة فاتحة أوعلي مع “الحياة قرار” تُعيد تعريف الإعلام الشخصي: ليس فقط ما نرويه، بل كيف نمنح الآخر شرعية الألم وحق الحكي. كيف نمارس التعاطف لا من علٍ، بل من جوار الحفرة. وكيف يمكن للميكروفون أن يكون أداة مقاومة، لا شهرة.

في هذا البودكاست، لا مكان للأقنعة، بل لأصوات حقيقية تشبهنا، وقرارات صعبة قد تكون طوق نجاة. ربما لهذا، تظل تجربة فاتحة أوعلي واحدة من أكثر التجارب الإذاعية قربًا وجرأة. لأنها لم تنتظر إذنًا لتتكلم، بل تكلمت لتمنح الآخرين الإذن بأن يُشفَوا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.