بقلم سمية مسرور
في الدقيقة الأربعين من عمر مسيرته، لا يزال كريستيانو رونالدو يراوغ الزمن، يركض على أطراف المجد وكأن بدايته لم تُطلق بعد. لا صافرة نهاية، لا تبديل منتظر، فقط نجم يرتدي الرقم 7، يركض، يُسجّل، ويُعيد تعريف معنى الطموح.
كأن حياته مباراة لا تنتهي…
في شوطها الأول، انطلق من ماديرا، الطفل النحيل الذي كان يصوب أحلامه في أزقة البرتغال. ومع صافرة انطلاقه في سبورتينغ لشبونة، لاح الحلم في الأفق. ثم جاءت اللحظة… مانشستر يونايتد، السير أليكس فيرغسون، وصرخة الجماهير تُردد اسمه كأنها نشيد وطني.
في شوط المباراة الثاني، ارتدى قميص الملكي، ريال مدريد، وهناك كتب الفصول الأجمل: 450 هدفًا، 4 كرات ذهبية، وكمّ هائل من الألقاب. لا أحد راوغ الشك مثله، ولا أحد سدّد على مرمى التاريخ بهذه الدقة.
ورغم تبدّل الملاعب من مدريد إلى تورينو، ومن هناك إلى الرياض، ظل رونالدو هو اللاعب الذي لا يُستبدل. حماسه لا يخفت، وكأنه في كل هدف، يُسجّل ضد التراجع، في كل تمريرة، يتحدى النسيان.
أما الوقت الإضافي؟
ها هو يدخل عامه الأربعين، وبدلاً من أن يبحث عن مقعد في المدرجات، يصرّ على حمل شارة القيادة، يركض كأنه شاب في بداياته، ويعلّم الأجيال أن اللياقة ليست في الجسد فقط، بل في الإرادة التي لا تهزمها السنون.
رونالدو… ليس لاعبًا، بل مباراة كاملة.
مباراة تُلعب على مدار عقود، بلا صافرة نهاية، بلا استراحة بين الشوطين.
هو الخصم الذي لا يُرهَق، والقائد الذي لا يُستبدل، والبطل الذي لا ينتظر تصفيقًا لأنه أصبح التصفيق ذاته.