صوت أول مغربية حملت راية وطنها بفخر في رحاب الكفالة والاحتضان على الساحة العربية.

الحصاد 360منذ 5 ساعاتآخر تحديث :
صوت أول مغربية حملت راية وطنها بفخر في رحاب الكفالة والاحتضان على الساحة العربية.
صوت أول مغربية حملت راية وطنها بفخر في رحاب الكفالة والاحتضان على الساحة العربية.

في زمنٍ تشبّعت فيه الشاشات بضجيج “الترند” وبريق العناوين السريعة، برزت سمية مسرور كصوت مختلف. لا تصرخ، لا تتاجر بالألم، ولا تلهث خلف الأرقام… بل تختار أن تمشي برفق على حافة القصص المنسية، وتعيد تقديمها للناس بنبض من ضوء ووفاء.

تربّت سمية تحت رعاية الإعلامية القديرة والأم الحاضنة، الدكتورة عائشة البوسميط، التي لم تكن فقط مرشدة مهنية، بل كانت دعمًا روحيًا وإنسانيًا شكّل هويتها الإعلامية. سبقت سمية سنها بخطوات متقدمة، ونجحت في إيجاد من يستمع إليها بعمق، منحه إياها هذا الاحتضان المتين والثقة التي مكنتها من تقديم رسالة لا تخلو من صدق ووفاء.

ليست سمية مجرد إعلامية مغربية؛ هي أشبه بساردة وطنية لقضايا منسية في دهاليز الإدارات، ومهملة في سرديات النخبة: الأطفال المكفولون، الأمهات الحاضنات، العائلات التي اختارت الحب لا الدم. هي من أولئك الذين لا يصنعون الجدل من أجل الظهور، بل يصنعون الأثر من أجل الإنسان.

✦ المحتوى النوعي… لا يشبه أحدًا
ما يُميز تجربة سمية الإعلامية أنها لا تُشبه أحدًا، ولا تحاول ذلك أصلاً. محتواها الرقمي والإذاعي يحمل “بصمة وفاء” لقضايا اختارتها لأنها تعرفها، وتُدرك ثقلها العاطفي والاجتماعي. في برامجها ومقالاتها، لا تكتفي بنقل الخبر، بل تُعيد تشكيل اللغة حتى تصير القصة رسالة، وحتى يتحول الصوت إلى حضن يُسمَع ولا يُنسى.

حين تتحدث عن الاحتضان، فهي لا تروي فقط تجربتها، بل تُعطي للحكاية أجنحة… تكسر بها أسوار الوصم، وتُعيد تعريف العائلة بما يتجاوز فكرة النَسب والدم.

✦ الرسالة الإعلامية: احتضان القضايا قبل الأشخاص
الإعلام عند سمية ليس وظيفة ولا شهرة، بل التزام وجداني. هي تؤمن أن الإعلامي الحقيقي هو من يمنح صوته لمن لا صوت له، ويكون مرآة لا مركزًا للأضواء. تكتب عن الهوية لأنها عاشت سؤالها، وتتحدث عن الكفالة لأنها تؤمن أن البيت ليس جدرانًا بل حضنًا. تتحدث بلسان الوطن ولا تزايد عليه، وتنحاز للحق دون أن تُسقط قيمة الرحمة.

في عالم يركض وراء العاجل، اختارت سمية أن تكتب عن المهمش، عن المؤجل، عن الطفولة المعلقة بين الملفات والوصاية، عن أمهات لا يُكتب اسمهن في السجلات لكنهن يصنعن رجالاً ونساءً من نور.

✦ التأثير الهادئ… والبصمة العميقة
ربما لن تصادف اسم سمية مسرور في قوائم الأكثر متابعة على منصات التواصل، لكنها موجودة في قلوب من تقاطعت تجاربهم معها، في رسائل الأمهات الكافلات، في دموع الأطفال المكفولين حين يسمعون لأول مرة أن لهم حقًا في الحب، في الاسم، وفي الحياة.

تأثيرها هادئ لكنه غائر. ليس لحظيًا بل ممتد. لأنها لا تكتفي بأن تُظهر الجرح، بل تضع عليه بلسم المعرفة، وتترك الباب مفتوحًا للشفاء… بالوعي.

✦ في الختام…
سمية مسرور ليست مجرد إعلامية، بل مشروع إنساني يمشي على قدمين. بمهنية عالية ونزاهة داخلية، تقدم نموذجًا لما يجب أن يكون عليه الإعلام حين يتطهر من النزعة الاستعراضية، ويتجه إلى الإنسان، إلى المعنى، إلى المستقبل.

في عالم يكثر فيه الصخب، نحن بحاجة إلى مزيد من أمثالها… إلى صوتٍ يُنصت، لا يعلو فقط.

فهل نحن مستعدون أن نفتح آذاننا وقلوبنا لرسائل مثل رسالة سمية مسرور التي تختصر معنى الاحتضان، وتعطي الكلمة حقها في صنع التغيير؟

بقلم : الإعلامية فتوتة هنون

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.