أعلنت الحكومة المغربية، يوم االأربعاء 26 يونيو 2025، عن تعيين الإعلامي والمخرج الوثائقي محمد رضا بن جلون مديرًا جديدًا لـالمركز السينمائي المغربي، خلفًا لمسؤولية تُعدّ من بين الأهم في المشهد الثقافي الوطني.
هذا التعيين يأتي في مرحلة حساسة تعيش فيها السينما المغربية انتعاشةً نسبية، لكنها تحتاج إلى نفسٍ جديد يعيد تنظيم الأولويات ويمنح المسار المهني والهوية الفنية الوطنية بوصلة أكثر وضوحًا وتأثيرًا.
بداية المسار… صوت الميدان
ينحدر محمد رضا بن جلون من خلفية إعلامية رصينة، حيث حصل على شهادة في الإعلام من جامعة السوربون في باريس.
بدأ مشواره سنة 1995 داخل قناة 2M، أحد أهم الفضاءات الإعلامية الوطنية، حيث عمل مراسلًا، ثم مذيعًا، قبل أن يخطّ لنفسه مسارًا خاصًا كمُعد ومُخرج للبرامج الوثائقية.
عرفه الجمهور المغربي ببرنامجه الشهير “حكايات ورجال”، الذي بثّ لأول مرة سنة 2011، وكان نافذة توثيقية رصينة على الذاكرة الوطنية ورجالاتها، وهو ما منحه مكانة خاصة في قلوب المشاهدين والمثقفين على حد سواء.
عين سينمائية بنبض صحفي
ما يُميّز بن جلون ليس فقط عمله خلف الكاميرا، بل حسّه التوثيقي والتاريخي العميق، الذي ظل يطبع كل أعماله.
فهو من الأسماء القليلة التي امتلكت القدرة على المزج بين الاحترافية الإعلامية واللمسة الإبداعية، بين الدقة الصحفية وسرد الحكاية السينمائية.
وهو ما يجعل من تعيينه على رأس المركز السينمائي المغربي خطوة استراتيجية، تفتح الباب لرؤية جديدة تُنصت أكثر لما وراء الصورة، وتُراهن على السينما كذاكرة حية وهوية ثقافية.
تحديات تنتظره يقف محمد رضا بن جلون أمام مسؤوليات عديدة منها:
تعزيز الدعم العمومي للإنتاج الوطني بجودة لا كمية.
إعادة الاعتبار للسينما الوثائقية، التي كانت دومًا قوة سردية مغربية.
تمكين الجيل الجديد من السينمائيين عبر التكوين والتشبيك الدولي.
تصحيح علاقة الجمهور بالسينما المغربية التي لا تزال تعاني من فجوة في التلقي والثقة.
ختاما
محمد رضا بن جلون لا يدخل اليوم إدارة المركز السينمائي المغربي كـ”موظف جديد”، بل كابن لهذه المهنة، وخبير في نبض الصورة والناس.
نأمل أن يُترجم هذا التعيين إلى رؤية فعلية تنقل السينما المغربية من “الحدث المناسباتي” إلى صناعة ثقافية مستدامة، يقودها الإبداع، وتُتوّجها الثقة.
متابعة سمية مسرور