في نسخة مونديال الأندية 2025، لم يكن فريق الوداد الرياضي مجرد ممثل للكرة المغربية، بل كان صورة لمقاومة نادٍ دخل ساحة الكبار وهو يعلم أن المعركة غير متكافئة، لكنه اختار أن يحترق في الميدان بشرف، وأن يترك بصمته في ذاكرة البطولة، ولو بلا تتويج.
مواجهة الأبطال.. بفارق الروح
أمام مانشستر سيتي، أحد أقوى الأندية الأوروبية، ظهر الوداد منظمًا، حذرًا، ومكافحًا. ورغم الخسارة بنتيجة (0‑2)، إلا أن حارس المرمى مهدي بن عبيد كان نجم اللقاء بتدخلاته، فيما ظل لاعبو خط الوسط صامدين أمام الضغط الإنجليزي العالي. الجمهور المغربي في فيلادلفيا وقف طويلاً وصفق، ليس للنتيجة، بل للثبات.
ثم جاء اللقاء الثاني أمام يوفنتوس الإيطالي، وكان العنوان: واقعية أوروبا في مواجهة طموح إفريقيا. خسر الوداد (1‑4)، لكنه سجل هدفًا جميلاً بتوقيع لورش، وظهر جليًا أن الإرهاق والضغط العالمي قد بدآ في ترك بصمتهما على كتيبة الفريق.
الوداع أمام العين.. شرف المحاولة
في اللقاء الثالث والأخير أمام العين الإماراتي، كانت المباراة ودية في روحها، لكنها مهمة في رمزيتها. انتهت البطولة بالنسبة للوداد، لكن لم تنتهِ الرسالة: هذا فريق يقاتل ليكون، لا فقط ليشارك.
ما وراء النتائج.. مكاسب التجربة
بعيدًا عن لغة الأرقام، كانت هذه المشاركة فرصة ذهبية لاختبار قدرات الكرة المغربية في مواجهة أندية مدججة بالنجوم والميزانيات الخيالية. لم يحقق الوداد التأهل، لكنه عاد إلى الدار البيضاء مرفوع الرأس، وبخزانة مليئة بالخبرة، وبمكافآت مالية تجاوزت 9 ملايين دولار.
جمهور لا يُهزم
ولعل المشهد الأجمل في البطولة لم يكن داخل المستطيل الأخضر، بل في المدرجات. جماهير الوداد أبهرت العالم، رفرفت بالأعلام، هتفت بقلوبها، وعلّمت معنى الوفاء الكروي. حضر المغاربة في فيلادلفيا وكأنهم في مركب محمد الخامس.
الخاتمة: عندما يكون الحلم أكبر من النتيجة
الوداد لم يكن الفريق الذي ينتصر على الورق، لكنه كان الفريق الذي ينتصر على النمطية. لعب، خسر، تعلّم، وغرس في الذاكرة صورة نادي لا يخشى الكبار. هذه المشاركة ليست محطة نهاية، بل بداية لمسار جديد، عنوانه: “لدينا ما نمنحه، ولدينا ما نطوّره لنعود أقوى”.
بقلم : سمية مسرور