حين يصبح الاحتضان حزبًا لا يُرشح ولا يُنتخب…. أنا بنت هذا الحزب الذي لم يغب يومًا عن قلبي.

الحصاد 36011 يوليو 2025آخر تحديث :
حين يصبح الاحتضان حزبًا لا يُرشح ولا يُنتخب…. أنا بنت هذا الحزب الذي لم يغب يومًا عن قلبي.

في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من القرب من المواطن استراتيجية وطنية واضحة، وعمل بلا كلل من أجل تعزيز التضامن الاجتماعي وتحقيق العدالة الاجتماعية، يزداد وطننا قوةً وتماسكًا.
لقد جسدت رؤية جلالة الملك العناية بالإنسان ومكانته في صلب العمل السياسي، مما جعل من المغرب نموذجًا يحتذى في استجابة الدولة لتطلعات مواطنيها.
من هذا المنطلق، وفي هذا الوطن الكريم، أختار أن أنتمي إلى حزب الاحتضان، حزب لا يُقاس بعدد مقاعده في البرلمان، ولا يحتاج إلى مرجعية أيديولوجية جامدة، بل يُقاس بعمق إنسانيته وقوته في بناء الإنسان والمجتمع.

أنا من حزب الاحتضان… الحزب الذي لا يُقصي، بل يحتوي.
في عالمٍ تمزّقه الحسابات السياسية المتعددة، وتتشظى فيه القضايا بين مختلف التيارات، اخترت أن أنتمي لحزب مختلف، ينتمي إلى الإنسان ويناضل من أجل كرامته، ويؤمن أن الوطن لا يُبنى فقط بالقوانين، بل بالأذرع المفتوحة والقلوب الواسعة.

لقد اخترت هذا الحزب، لأنني لم أبحث يومًا عن سلطة تُمارس من فوق، بل عن قيمة تُصنع من الداخل، من داخل البيت، من رحم التجربة، ومن نبض المسؤولية التي لا تُمنح بمرسوم، بل تُكتسب بالمعايشة.
قضيتي سياسية، نعم، ولكنها لا تمر عبر قنوات الصراع الحزبي، بل عبر المساحات التي تهملها السياسة أحيانًا: الطفل بلا سند، الفتاة التي تبحث عن أمان، الروح التي تحتاج اعترافًا بوجودها.

الاحتضان ليس فقط فعلَ رحمة… بل فعلُ سياسة راقية
حين نحتضن، فنحن لا نمارس الإحسان العابر، بل نؤسس لسياسة وقائية تمنع الانكسار قبل وقوعه.
نؤمن أن المجتمعات التي تبني عائلة لكل من حُرم منها، تبني وطنًا متينًا لا يُكسر من الداخل.
في الاحتضان، نرد الاعتبار لأفراد على هامش الرؤية، ونُعيد بناءهم كمواطنين فاعلين.
وهل في السياسة ما هو أرقى من هذا؟

ومع ذلك، فإن خطاب الاحتضان كقيمة اجتماعية وسياسية يحتاج إلى مزيد من التثمين في الخطاب الرسمي والسياسات العمومية، التي يجب أن تستثمر أكثر في دعم الفئات الهشة وتعزيز روابط التضامن الاجتماعي.
هذا التوجه لا يتناقض مع العمل السياسي المؤسسي، بل يكمله ويعزز من قوته، ويجعل الانتماء الوطني أكثر عمقًا واستدامة.

تجارب واقعية تكشف قيمة الاحتضان والكفالة
في المغرب، كما في كثير من دول العالم، تعاني بعض الفئات من هشاشة اجتماعية تستوجب تكاثف الجهود الرسمية والمجتمعية لتعزيز الحماية والرعاية.
وقد أثبتت تجارب محلية وعالمية أن تبني سياسات الاحتضان والكفالة الاجتماعية يساهم بشكل مباشر في تحقيق الاستقرار والازدهار، من خلال بناء مواطنين فاعلين يشعرون بالانتماء والفخر بوطنهم.

المغرب… الوطن الذي احتضن صوتي
حين فتحتُ قلبي على قضيتي، لم أكن أبحث عن جمهور، بل عن فضاء يسمع، عن مؤسسات تصغي، عن دولة تبادر وتدعم بقضايا مواطنيها.
ووجدت هذا الفضاء في وطني العزيز: المغرب.
هنا، تحولت كلماتي إلى خطاب مسموع، ووجدت منابر تستقبل الرأي بإخلاص.
في عهد جلالة الملك محمد السادس، رأيت نموذجًا سياسيًا يزرع الثقة في المواطن، وينسجم مع تطلعاته المشروعة.

أمي… أول حزب آمنت به
قبل أن أنتمي إلى الاحتضان، كنت أنتمي إلى امرأة عظيمة، بنتني قبل أن أبني صوتي،
علّمتني أن المواقف لا تُشترى، بل تُربّى.
كانت أمي هي أول من احتضنني حين لم تكن لي هوية فكرية بعد،
غرست فيّ مبدأ: أن نكون مع الإنسان، كل الإنسان، في ضعفه كما في مجده.
علّمتني أن أفتح الباب حتى لمن أغلقه المجتمع في وجهه،
أن أرى في اليتيم مشروع قائد، وفي المهمل مشروع مبدع،
وفي الجُرح فرصة شفاء جماعي.
أمي لم تكن سياسيّة، لكنها كانت تُدرّس السياسة بمعناها الأخلاقي في كل تصرف، ولولا هذا الغرس، لما استطعت أن أنحاز يومًا لقضية بهذا العمق.

رسالتي: الاحتضان مشروع دولة لا مبادرة عابرة
أنا لا أرى الاحتضان عملاً خيريًا، بل سياسة دولة، ومنظور إصلاح، وأداة استقرار اجتماعي.
حين نزرع الأمان في نفوس من حُرموا العائلة، نحن نبني مواطنًا يحمل الانتماء لا الغضب.
نحارب الجريمة من جذورها، نصنع الانتماء لا بالشعارات، بل بالحنان.

لهذا، أقول:
أنا من حزب الاحتضان،
الحزب الذي لا يُقصي أحدًا، بل يفتح ذراعيه للجميع،
الحزب الذي يخوض معاركه في البرلمان والشوارع، والمدارس، وفي قلوب الناس،
الحزب الذي يرى في كل طفل بلا سند مشروع مواطن يجب أن نحميه لا أن نخجل منه.

دعوة للعمل السياسي والاجتماعي
أدعو جميع النخب السياسية والمجتمعية إلى تعزيز مفهوم الاحتضان والكفالة، ودمجهما في السياسات الاجتماعية التي ترتكز على دعم الأسرة، ورعاية الفئات الهشة، وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية.
فهذا هو الطريق إلى استقرار الوطن، وتعزيز قيم العدالة والإنصاف، وبناء مغرب يضم الجميع بلا استثناء.

وفي الختام،
نعم ! أنا أمارس السياسة لكن بطريقتي،
بروح وطني، وتحت راية ملكٍ كريم منحني ثقة أن أتكلم عن الإنسان كقضية وطن،
وأقولها بفخر:

أنا من حزب الاحتضان… الحزب الذي لا يُقصي، بل يحتوي.

بقلم: سمية مسرور

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.