أين تذهب الملايير؟ الداخلة تسأل… والجامعة تصمّ!

الحصاد 36016 يوليو 2025آخر تحديث :
أين تذهب الملايير؟ الداخلة تسأل… والجامعة تصمّ!

بقلم: فتوتة هنون

نحن اليوم لا نكتب بيانًا صحفيًا بروتوكوليًا، ولا نحرّر طلبًا في صيغة رجاء، بل نرفع الصوت عاليًا باسم رياضيين ومستخدمين تُنتهك كرامتهم يوميًا في حلبة الداخلة لألعاب القوى، بينما تُهدر ميزانيات ضخمة بالملايير في تسيير ملاعب ومرافق تحوّلت إلى رموز للفوضى وسوء التدبير.

فضيحة قطع الماء ليست مجرد خلل إداري، بل جريمة أخلاقية في حق شباب يمارس الرياضة تحت شمس حارقة، وعلى أرض تبعد كيلومترات عن المدار الحضري، دون أدنى مقومات الحياة: لا ماء للشرب، لا دوش للاستحمام، لا مرحاض، لا احترام لإنسانيتهم.
فهل ترضى الإدارة المسؤولة أن يعيش أبناؤها هذا الواقع؟
وهل مَن اتُّـمن على منشأة رياضية يقبل أن تُدار بهذا القدر من الإهمال واللامبالاة؟

نحن نتحدث عن حلبة ملك للدولة، للجامعة، للرياضيين، للشعب، لا ضيعة خاصة يتحكم فيها من شاء ومتى شاء.
من منح الحق لأي كان أن يقطع “المادة الحيوية” عن الرياضيين؟
من اتخذ قرار الاعتماد على شاحنات ملوثة لتزويد الحلبة بالماء بدل إنشاء بنية تحتية دائمة تحفظ الصحة والكرامة؟
من يقف وراء هذه التصرفات العبثية؟ ومن يحميه؟

إننا كاتحاد لجمعيات ألعاب القوى بجهة الداخلة وادي الذهب، نحمّل المسؤولية الكاملة لكل من يشارك، بصمته أو تواطئه، في تعميق هذه الأزمة، ونطالب:

بفتح تحقيق عاجل حول أسباب غياب الماء والمرافق الصحية عن الحلبة؛

بمحاسبة كل من تلاعب بميزانية التسيير أو قصّر في أداء مهامه؛

بتوفير بنية تحتية دائمة تحفظ كرامة الرياضيين، لا حلول ترقيعية بشاحنات لا تليق حتى بالحيوانات؛

وبتطبيق التوجيهات الملكية السامية التي أكدت مرارًا على الدور المحوري للمجتمع المدني في التنمية، وعلى جعل الرياضة قطاعًا استراتيجيًا لا حقلًا للتسيّب.

نقولها بوضوح: كرامة الرياضي ليست رفاهية.
ومن يتعامل مع هذا المرفق وكأنه خارج المحاسبة، عليه أن يستعد اليوم للمساءلة، وأن يعلم أن السكوت لن يدوم، لأننا قادمون… بقوة الكلمة، وبصوت كل من هُمّش، وبحق كل من حُرم.

وإلى حين عقد الندوة الصحفية المرتقبة التي سنكشف فيها كل المعطيات بالتفصيل، نحمّل الجامعة مسؤولية عاجلة في التدخل والتصحيح، قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.