في مشهد يعكس التحول العميق في مفهوم الدبلوماسية الترابية، جسّد السيد عثمان أعمار، رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بجهة الداخلة وادي الذهب، نموذجًا للقائد المحلي الطموح، حينما حمل مؤهلات جهته إلى قلب العاصمة الأذرية باكو، مؤكداً أن الداخلة ليست فقط وجهة سياحية واعدة، بل منصة استراتيجية تستحق أن تكون في صدارة التبادل الدولي.
خلال زيارته الرسمية لسفارة المملكة المغربية في أذربيجان، أجرى السيد أعمار لقاءً مهماً مع سعادة السفير المغربي، تميز بعمق الطرح ووضوح الرؤية، حيث عرض بتفصيل الفرص المتاحة في الجهة، مركزًا على البنية التحتية الحديثة، والموقع الجغرافي الفريد الذي يجعل من الداخلة بوابة استراتيجية لإفريقيا جنوب الصحراء.
وبأسلوب يجمع بين الدقة الاقتصادية والحس التنموي، دعا أعمار إلى إطلاق شراكات استراتيجية بين الجهة ونظرائها في أذربيجان، خصوصًا في مجالات السياحة والاستثمار، مؤكدًا على استعداد المجلس الذي يرأسه للانخراط في مشاريع نوعية تقوم على تبادل الخبرات، ودعم المبادرات ذات البعد المستدام.
ليس غريبًا أن يُحدث عثمان أعمار هذا الصدى خارج الحدود، فهو ممن آمنوا بأن إشعاع الجهات لا يكون إلا بانفتاحها على العالم، وبأن للديبلوماسية الاقتصادية أدوارًا تكاملية مع العمل الميداني التنموي. زيارته إلى باكو لم تكن مجرد لقاء رسمي، بل خطوة مدروسة في مسار بناء علاقات دولية متينة، تنبع من قناعة راسخة بأن مستقبل الجهات رهين بمدى قدرتها على التموقع ضمن خريطة الاقتصاد الدولي.
وقد عبّر السيد أعمار، في ختام زيارته، عن تقديره العميق للسفير المغربي على حفاوة الاستقبال ودعمه لإنجاح هذا اللقاء، مؤكدًا أن العمل المؤسساتي حين يكون مؤطراً بالرؤية، ومشبعاً بروح الانتماء، يتحول إلى مشروع وطني يخدم المغرب من أطرافه إلى مركزه.
إن ما قام به عثمان أعمار ليس فقط نشاطًا رسميًا، بل هو تعبير حيّ عن كيف يمكن للإرادة أن تصنع فرقًا، وللرؤية أن تفتح الآفاق. ومن الداخلة إلى باكو، يثبت هذا الرجل أن المغرب يمتلك طاقات محلية مؤمنة بدورها، ومصممة على أن تجعل من الجهوية رافعة حقيقية للتنمية والدبلوماسية معًا.
متابعة: سمية مسرور