وجّه المستشار الصحراوي داهي حرمة الله رسالة مفتوحة إلى نخب جهة الداخلة وادي الذهب، تميّزت بنفَس أخلاقي وقيمي عميق، محذّرًا من ممارسات “غير مسؤولة” قال إنها تهدد النسيج الاجتماعي الصحراوي، وتُضعف أركان الهوية الحسانية في زمن التحولات المتسارعة.
وفي رسالته، أكد حرمة الله أن قيادة الصحراويين اليوم لم تعد ترفًا سياسيًا، بل مسؤولية تاريخية تجاه مجتمع بدوي أصيل، يمتد في عمق تاريخه إلى قبيلة حسان بن النعمان، المنحدرة من نسل قريش، مشددًا على أن هذا المجتمع “يسكن أعظم بقاع الأرض، با صحرائها وتيرسها ومحيطها الأطلسي، ويتميّز بقيم الكرم والتسامح ورفض الظلم والعنف”.
وأضاف المستشار أن هذا النموذج المجتمعي المميز “يواجه في الراهن تهديدات خطيرة وجدية”، بسبب ما وصفه بـالفتنة والفساد والعنف الأسري والمجتمعي، وهي ممارسات تنسب، بحسبه، إلى “بعض المنتخبين وضعاف النفوس وأبناء العشيرة”، معبّرًا عن قلقه من “تآكل الوعي بقيمة الإرث الأخلاقي والثقافي، وظهور الهشاشة، وتفشي المخدرات، وتراجع نمط الحياة التقليدية”.
وحرص داهي حرمة الله في كلمته على الدعوة إلى نكران الذات وتحمل المسؤولية الجماعية، والتشبث بالقيم التي “تحصّن المجتمع الحساني وتبني شبابه”، داعيًا إلى إعادة الاعتبار للتعليم والتوعية والدعم الاقتصادي، ورفض ما أسماه “ظلم النخب البيظانية وتوحش الرأسمال الريعي”.
واختتم المستشار رسالته بالآية الكريمة: “وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين”، في إشارة إلى إيمانه بأهمية الاستنهاض الأخلاقي والتاريخي في هذه اللحظة المفصلية.
متابعة: سمية مسرور
