طانطان – في إطار فعاليات موسم طانطان الثقافي، نظمت مؤسسة الموكار ندوة فكرية حول “الشعر النسائي في الصحراء: التبراع من الممارسة إلى التوثيق”، وذلك في سياق جهود المؤسسة المتواصلة لإثراء البرنامج الثقافي للمهرجان وتعزيز حضور التراث الشفهي في الأبحاث الأكاديمية والتوثيق المكتوب.
وألقى عبد الله العلوي كلمة بالنيابة عن رئيس مؤسسة الموكار، محمد فاضل بنيعيش، الذي تعذر عليه الحضور، حيث أكد أن المؤسسة دأبت على تنظيم الندوة الثقافية الرئيسة سنويًا، بالشراكة مع جمعيات المجتمع المدني، لإبراز غنى الثقافة الحسانية ومكوناتها الإبداعية.
وأشار العلوي إلى أن اختيار موضوع التبراع لهذا العام لم يكن اعتباطيًا، بل لما يمثله هذا الفن الشعري النسائي من خصوصية داخل الحقل الأدبي الحساني، باعتباره تعبيرًا عن ذات المرأة الصحراوية، وصوتًا شعريًا ينسج عبر شطرين فقط، ليشكل وحدة فنية قائمة بذاتها، تختلف عن الأشكال الأخرى كالكاف والطلعة.
وأوضح أن التبراع لا يعكس فقط إبداع المرأة البيضانية، بل يدل أيضًا على مكانتها في المجتمع وجرأتها في التعبير، من دون التخلي عن قيم الحشمة والسياق الاجتماعي، مشيدًا بالدور الريادي الذي تلعبه الشاعرات في الحفاظ على هذا اللون الشعري وتطويره، من خلال التطرق لمواضيع وطنية ودولية وإنسانية.
كما نوّه بمساهمة أكاديمية المملكة المغربية في توثيق عدد كبير من نماذج هذا الشعر النسائي، مع ترجمتها إلى الفرنسية، مما أتاح له الانتقال من الشفاهة إلى التدوين، معربًا عن أمله في أن تخرج الندوة بتوصيات عملية تدعم جهود التوثيق والنشر، بما يضمن استمرار هذا الموروث الثقافي الفريد.
وختم كلمته بالتأكيد على أهمية العلاقة الجدلية بين الفن والواقع، حيث يعكس التبراع حضور الذات والآخر، ويمنح صوتًا شعريًا صادقًا للمرأة الصحراوية يعبر عن وجدانها وتطلعاتها.
متابعة سمية مسرور