في لحظة امتنان واعتراف علمي وثقافي، نظّم اتحاد كتاب الإنترنت العرب، من خلال لجنة النقد والدراسات الرقمية، ندوة فكرية نوعية بعنوان:
“ملامح التفكير النقدي في مشروع زهور كرام الرقمي”، مساء يوم الخميس 29 مايو عبر منصة زووم، بإدارة الدكتور محمد هندريك، وحضور كوكبة من الباحثين والنقاد من مختلف الدول العربية.
الدكتورة زهور كرام ليست مجرد باحثة في الأدب الرقمي، بل تُعدّ رائدة ومؤسسة لهذا الحقل المعرفي في الفضاء العربي. منذ مطلع الألفية الجديدة، حملت على عاتقها مهمة إدماج الأدب العربي في زمن التحولات الرقمية، فطرحت أسئلتها بجرأة، وخاضت التأسيس النظري والمفاهيمي من موقع المثقفة المسؤولة والمبدعة المجددة. ولذا، فإن تكريمها ليس مجرد احتفاء شخصي، بل هو وقوف أمام تجربة فكرية ومشروع نقدي يحمل في جوهره روح التجديد والعبور نحو المستقبل.
مشروع زهور كرام لا يقف عند حدود الدراسة الأكاديمية، بل هو انخراط كامل في ورشات التغيير الثقافي والفكري، ومرافقة دقيقة لتحولات النص والهوية والمعرفة في الزمن الرقمي. لقد كانت من أوائل من تحدث عن “المواطنة الرقمية”، و”الإنسان الرقمي”، وأجرت مقاربات عميقة حول “الأدب التفاعلي” و”الكتابة الرقمية” و”الهوية السردية الجديدة”.
في الندوة، قدمت مجموعة من الأسماء البارزة قراءات في مشروعها، من بينهم:
أ.د. عبد الرحمن المحسني الذي تناول “الإنسان في الرقميات المعاصرة ومشروع زهور كرام النقدي”.
د. محمد الخولي الذي أبرز أهمية “السرد الأدبي من التجريب إلى التجريب”.
أ. أحمد محافظ الذي ناقش “التأصيل المفاهيمي لمصطلح الأدب الرقمي لدى زهور كرام”.
د. نجية بن الحاج التي تناولت مفهوم “التنوير الرقمي” في فكرها.
د. رباب رمضان التي سلطت الضوء على جهودها في تتبع التحولات السردية.
كما شارك العديد من الباحثين والنقاد الذين أجمعوا على أن ما أنجزته زهور كرام هو عمل مؤسسي حقيقي، يضع الأدب العربي في موقعه الطبيعي ضمن منظومة الثقافة الرقمية العالمية.
إن تجربة الدكتورة زهور كرام تظل مصدر إلهام للأجيال الجديدة من الباحثين، ونموذجًا للمرأة المثقفة التي جمعت بين الحس الإبداعي، والعمق الفكري، والالتزام الأخلاقي برسالة الثقافة والمعرفة.
زهور كرام… ليست فقط رائدة الأدب الرقمي العربي، بل هي بوابة عبوره إلى المستقبل.
متابعة سمية مسرور
