حققت رواية “أم الكردان.. سيرة البلاد والعباد” للكاتب المغربي زين العابدين الكنتاوي إنجازًا مهمًا بتأهلها إلى القائمة النهائية لفئة الروايات غير المنشورة في مهرجان أدبي ثقافي مرموق، في خطوة تؤكد جودة العمل وتميزه ضمن المشهد الأدبي المغربي والعربي.
تقدم الرواية سردًا روائيًا عميقًا ومتنوعًا يجمع بين التاريخ المغربي المجيد والواقع الاجتماعي، حيث يعكس الكاتب من خلال نصه حكايات الناس العاديين والتاريخ الجماعي للبلاد. تحتفي الرواية بماضي المغرب وتاريخ مكوناته البشرية، مستعرضةً تحولات ومراحل متعددة من حياة البلاد وأهلها، بأسلوب سردي ينبض بالحياة ويشد القارئ منذ الصفحات الأولى.
تميز الرواية لا يكمن فقط في مواضيعها التاريخية والاجتماعية، بل في أسلوبها الروائي الذي يمزج بين الدقة الوثائقية والتعبير الفني، ما يجعلها تجربة قراءة ثرية ومشوقة. الكنتاوي، الذي يُعتبر من الأصوات الأدبية الصاعدة، استطاع أن يرسم صورة حية ومؤثرة لمجتمع يتقاطع فيه المصير الشخصي مع تحولات الزمن الكبير، في سرد يأسر القارئ ويجعله يعيش تفاصيل الأحداث بعمق وصدق.
تمثيل الكنتاوي لجهة الداخلة في هذا الحفل الثقافي يمنح الرواية بعدًا جغرافيًا وثقافيًا خاصًا، ويبرز ثراء المشهد الأدبي المغربي الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب، حاملاً قصصًا متعددة ومتنوعة تعبّر عن هوية البلاد بكل أبعادها.
تأهل الرواية إلى القائمة النهائية يُعد اعترافًا بمستوى الكتابة والمواضيع التي تطرحها، كما يعكس حرص المهرجان على دعم المواهب الأدبية الجديدة وتشجيعها على الابتكار والإبداع. هذه الخطوة تمنح “أم الكردان” فرصة أكبر للوصول إلى جمهور واسع، وربما الفوز بجوائز تعزز من مكانتها وتساهم في نشرها على نطاق أوسع.
كما أن هذا التأهل يفتح المجال أمام القراء والنقاد للتعرف على تجربة الكاتب، التي تحمل آفاقًا جديدة للسرد المغربي الحديث، حيث يحاول الكنتاوي عبر نصه أن يربط بين الذاكرة الجماعية والحياة اليومية للأفراد، مسلطًا الضوء على القيم الإنسانية والثقافية التي تجمع بين الماضي والحاضر.
في ظل الاهتمام المتزايد بالأدب المغربي في الساحات العربية والعالمية، يُعد هذا الإنجاز خطوة هامة تعزز من حضور الرواية المغربية وتبرزها كصوت مهم في المشهد الأدبي، يدافع عن هويته وتاريخه من خلال أدوات فنية متطورة.
ينتظر الآن الجميع نتائج المرحلة النهائية لهذه المسابقة الأدبية بفارغ الصبر، مع أمل أن تواصل الرواية مسيرتها الناجحة، وأن تحصد مزيدًا من التقدير والاهتمام من القراء والنقاد على حد سواء.
متابعة سمية مسرور