بوعبيد يعتصم فوق خزان مائي لليوم العاشر.. صرخة فردية في صمتٍ رسمي

الحصاد 3603 يوليو 2025آخر تحديث :
بوعبيد يعتصم فوق خزان مائي لليوم العاشر.. صرخة فردية في صمتٍ رسمي

في مشهد احتجاجي نادر يُجسد قسوة اليأس وصمود المطالب، يواصل بوعبيد، شاب في عقده الرابع يُلقب بـ”فلسطين”، اعتصامه المفتوح فوق خزان مائي بجماعة أولاد يوسف بإقليم بني ملال، لليوم العاشر على التوالي، رافضًا النزول إلا بتحقيق نزيه في ما يعتبره “وفاة غامضة” لوالده.

بدأت القصة صباح الثلاثاء قبل الماضي، حين صعد بوعبيد إلى أعلى الخزان معلنًا اعتصامًا صامتًا وسط حرارة الصيف وقسوة الظروف. يردد جملة واحدة فقط: “عاش الملك”، في ما يبدو نداءً موجهاً للجهات العليا أملاً في إنصاف غائب.

ورغم محاولات متكررة من السلطات وأفراد أسرته، وعلى رأسهم والدته التي قدمت من مدينة العيون، رفض الشاب النزول، مُصرًا على كشف ملابسات وفاة والده، الذي وافته المنية بعد إحالته على التقاعد في ظروف وصفها بأنها “غامضة”، إلى جانب مطالبته بحل نزاع حول إرث يربطه بالقضية.

مصادر محلية أكدت أن بوعبيد معروف بسلوكه المسالم، ولا يُعرف عنه اللجوء إلى العنف أو التصعيد، لكنه اتخذ هذه الخطوة بعد “انسداد الأفق”، حسب تعبير جيرانه. ومع توالي الأيام، تحوّل موقع الاعتصام إلى نقطة جذب للرأي العام المحلي، وسط توافد المواطنين وتعاطف واسع من الفعاليات الحقوقية.

غياب أي تحرك رسمي فعّال أثار موجة استغراب وتساؤلات حول مصير هذا الاعتصام غير المسبوق، في وقت دقت فيه جمعيات مدنية ناقوس الخطر بشأن احتمالات انهيار جسدي ونفسي للمعتصم، بسبب انعدام شروط السلامة والبقاء.

حتى مساء الأربعاء، ما يزال بوعبيد معلقًا بين الأرض والسماء، يواجه العزلة والصمت بشجاعة فردية وأمل في العدالة. وبين ترديد شعاراته ومناشدات والدته، يظل يصر على مطلبه الأساسي: كشف الحقيقة وإنهاء ملف إرث يراه سببًا في ما يصفه بـ”الموت الغامض” لوالده.

متابعة: سمية مسرور

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.