القيادة الهادئة: تجربة الراغب حرمة الله نموذجا لها
في قلب الجنوب المغربي، وبين رمال الداخلة الذهبية وأمواجها الهادئة، بزغ نجم شاب طموح أعاد الأمل إلى وجوه كثيرة، وفتح نوافذ جديدة على المستقبل. الراغب حرمة الله، رئيس جماعة الداخلة، هو أكثر من مجرد منتخب محلي؛ إنه تجسيد حي لتحول عميق تعرفه النخب السياسية بالمغرب، حيث الشباب أصبحوا حاملي المشاريع، وروّاد التنمية، وصناع الفارق الحقيقي.
هندسة من أجل التغيير
من مقاعد الدراسة في فرنسا كمهندس إعلاميات، إلى إدارة مشاريع حيوية في الداخلة، ثم إلى رئاسة جماعة تُعدّ من أكثر الجماعات دينامية في المملكة، لم يكن طريق الراغب حرمة الله مفروشاً بالورود، بل كان محفوفاً بتحديات جسدها بعزيمة نادرة. جمع بين الكفاءة التقنية والرؤية السياسية، وسخّر خبراته في البرمجة وإدارة المشاريع ليضع الداخلة على خريطة المدن الذكية، مستشرفاً مغرباً أكثر عدالة وابتكاراً.
نموذج في الحكامة والتنمية المجالية
منذ توليه رئاسة مجلس جماعة الداخلة، لم يكن حرمة الله أسير الكواليس السياسية، بل اختار الاشتغال على الأرض، وسط الناس، منخرطاً في دينامية تنموية غير مسبوقة. تطوير البنيات التحتية، تأهيل الأحياء الشعبية، النهوض بالرقمنة، دعم الفئات الهشة، تشجيع الابتكار المحلي، كلها أوراش فتحها بخطى ثابتة، مدعومة برؤية شمولية تجعل من الإنسان محورها الأول.
جهود حرمة الله لم تمرّ دون صدى؛ فقد أصبحت الداخلة اليوم قبلة للاستثمار ومجالاً لتجارب حضرية ناجحة، وورشة مفتوحة للتعاون جنوب-جنوب، خصوصاً مع الدول الإفريقية المجاورة.
قائد شبابي بأفق قاري
بعيداً عن الإدارة المحلية، يواصل الراغب حرمة الله حضوره على المستوى الدولي. فقد اختير رئيساً لشبكة المنتخبين المحليين الشباب بإفريقيا (YELO)، ما يعكس الثقة التي يحظى بها على نطاق قاري. يمثل المغرب في المحافل الدولية، ويدافع عن قضايا الجنوب، البيئة، والشباب، بخطاب عقلاني ومنفتح. وهذه المكانة التي بلغها لم تكن إلا نتيجة مسار متزن، يجمع بين الالتزام الوطني والانخراط في رهانات المستقبل.
إنسانية في جوهر العمل السياسي
وراء المسؤول السياسي، يبرز جانب إنساني عميق في شخصية الراغب حرمة الله. فهو يولي اهتماماً كبيراً للفئات المهمشة، ويدعم المبادرات الشبابية والفنية والثقافية، ويؤمن بأن التنمية ليست مجرد طرق وإنجازات ملموسة، بل هي أيضاً شعور بالكرامة والانتماء. خطابه هادئ، لكنه حازم، يزاوج بين الطموح والواقعية، وبين الحلم والعمل.
صوت الداخلة نحو المستقبل
الراغب حرمة الله لا يقدّم نفسه كسياسي تقليدي، بل كفاعل جماعي يُعيد الاعتبار للسياسة النبيلة، التي تنبع من الناس وتعود إليهم. يمثل جيلاً جديداً من القادة المحليين الذين لا يكتفون بتدبير الشأن العام، بل يسعون إلى إحداث تغيير نوعي في علاقة المواطن بالمؤسسات.
وفي وقت تتطلب فيه المرحلة المقبلة جرأة وابتكاراً وتواصلاً صادقاً، يبقى حرمة الله نموذجاً حياً على أن الشباب المغربي قادر على صناعة الفرق، حين تتاح له الفرصة ويؤمن بقيم الالتزام والمسؤولية.
بقلم: سمية مسرور